أكدت دولة الإمارات نجاحها في تحقيق الاستجابة الفاعلة في مواجهة الحالة الجوية التي شهدتها أخيراً، سعيا لاستعادة الحياة طبيعتها والحركة المرورية انسيابيتها في معظم المرافق على امتداد إمارات الدولة، بفضل إجراءات وآليات الاستجابة التي نفذتها فرق العمل الميدانية بتوجيهات القيادة الرشيدة التي أمرت بتسخير الإمكانات كافة، لتوفير كل سبل الأمن والأمان لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها وزوارها لأن الإنسان محور اهتمام الدولة وموضع رعايتها.
وفي هذا الشأن أكدت وزارة «الداخلية» و«الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث»، في بيان لهما أن الفرق الميدانية التابعة للوزارة وبالتنسيق مع الحرس الوطني والشركاء الاستراتيجيين تواصل التعامل مع آثار الحالة الجوية، حرصاً على استكمال مرحلة التعافي وعودة الحياة الطبيعية بصورة كاملة إلى كل مناطق الإمارات.
وذكرت أنه فيما يتعلق بأرقام البلاغات فقد تلقت غرف العمليات المركزية ومراكز الاتصال 207691 بلاغاً من الجمهور مع تجاوز عدد ساعات العمل 168 ساعة، مؤكدة أن عمل الفرق الميدانية متواصل حتى الانتهاء من مرحلة التعافي كاملة. وأضافت أنه أجريت عمليات الإخلاء والإيواء بالتنسيق مع الجهات المختصة، إلى جانب تشكيل فرق طبية لمتابعة حالة كبار السن وأصحاب الهمم، وتوفير عيادات متنقلة لضمان سلامة المجتمع وتحديداً في المناطق التي شهدت أمطاراً شديدة. وبلغ عدد من تم إخلاؤهم وتسكينهم (1828) شخصاً.
وأعلن الإسعاف الوطني التابع الحرس الوطني تلبية 1426 بلاغاً تلقاها خلال المنخفض الجوي.. فيما تلقى المركز الوطني للبحث والإنقاذ التابع للحرس الوطني 635 بلاغاً إلى جانب تنفيذه 14 طلعة جوية وإنقاذه 139 شخصا.
وذكرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنها وزّعت (3860) طرداً غذائياً ووفّرت الأدوية والاحتياجات الأساسية من مستلزمات العناية الصحية والوجبات الغذائية اليومية.
فيما أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات ليست بمعزل عن التغيرات المناخية في العالم وأن حكومة الإمارات تدرك تلك التغيرات وتعمل بكل جهد على مواجهتها والحدّ من تأثيراتها في البيئة وحياة الناس. مشددة على أن الوزارة تعمل على إيجاد حلول لتحديات وتأثيرات التغيرات المناخية بالتعاون الكامل مع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية والقطاع الخاص من أجل الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها، عبر المبادرات والبرامج المشتركة التي تهدف إلى تقليل التأثيرات البيئية الناتجة عن التغيرات المناخية في القطاعات الرئيسية التي تشرف عليها الوزارة.
وأشارت إلى أن الدولة تعاني شحّاً بالمياه وندرة الأمطار غير أن ما حدث أخيراً يوضح أن هطل معدلات غير مسبوقة من الأمطار، يعد تغيراً كبيراً في أنماط الطقس التي اعتادت عليه دولة الإمارات. موضحة أن كل عام تشهد الدولة سقوطاً للأمطار بشكل متفاوت لكن ليس بحجم المعدلات الأخيرة، ما ينبئ بأن التغيرات المناخية آخذة في التزايد خاصة في هذا الجانب.
ورغم أن الحالة الجوية أثرت في حركة الطيران، فإن الهيئة العامة للطيران المدني أكدت أن مطارات الدولة استعادت معدلات التشغيل الطبيعية وشملت مطارات زايد الدولي، ودبي الدولي، وآل مكتوم الدولي والعين الدولي، والبطين التنفيذي، والشارقة الدولي، ورأس الخيمة الدولي، والفجيرة الدولي.
وقد نجحت مطارات الدولة في التعامل الفعّال والمتناغم مع جميع فِرَق الاستجابة، فضلاً عن شركات الطيران وشركاء الخدمة داخل المطارات، لاحتواء تداعيات سوء الأحوال الجوية، باتخاذ تدابير تحويل فورية وسريعة لعدد من الرحلات الجوية، وإعادة جدولة الرحلات الأخرى، وتحديث جداولها بدقة لحظة بلحظة، بهدف التصدي للتحديات التشغيلية الناجمة عن كميات الأمطار غير المسبوقة التي واجهتها الدولة، لضمان سلامة جميع المسافرين ووصولهم إلى وجهاتهم النهائية بأمان.
وأشادت وزارة «الداخلية» و«الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ» في ختام بيانهما بجهود فرق إدارة الطوارئ والأزمات المحلية والشركاء الاستراتيجيين اتحادياً ومحلياً الذين عملوا على مدار الساعة وسخروا كل الموارد الوطنية لضمان عودة الحياة لطبيعتها، والمشاركة الفعالة من أفراد المجتمع والمتطوعين، ما أسهم في تعزيز الجهود الوطنية المبذولة للوصول إلى مرحلة التعافي التام من تأثيرات الحالة الجوية.
المصدر – (وام)