- الإمارات تعد نموذجاً متميزاً استطاع تبنى ثقافة التنوع التعليمي
- التطوير المهني للمعلمين رهان المدارس الخاصة لجودة المخرجات
- دمج التكنولوجيا في الفصول الدراسية ضرورة لا تقبل النقاش
- تواضع القدرة على التكيف تعد أبرز تحديات القيادة المدرسية
- الاستدامة المالية تعد عاملاً حيوياً لعملية التطوير في المدارس
حوار – إيمان فؤاد
أكد الخبير التربوي محمد أنور، أهمية التطوير المهني للمعلمين في المدارس الخاصة، إذ ينعكس على مستوى المخرجات ومهاراتها وقدراتها على مواكبة المتغيرات وتطورات التكنولوجيا المتلاحقة في قطاع التعليم، موضحاً أن المعلم ركيزة أساسية لبناء الأجيال في المجتمعات.
وشدد على أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية، وتوظيفها بشكل ممنهج، بحيث تكون ضمن المكونات الرئيسية في العملية التعليمية، لاسيما أن التطور التكنولوجي وتمكين أدوات الاصطناعي يسهم في تنوع أنماط التعليم عاما تلو الأخر.
وقال في حوار مع “الميدان” إن التعليم الخاص شريك رئيسي في التطوير وليس تجارة أو عملية ربحية ، ويعد جزءاً أصيلاً في المنظومة التعليمية، إذ يرتكز على ثوابت ومعايير تربوية وتعليمية، تتجاوز حدود الربح، وهذا الذي ينبغي أن تدركه بعض المدارس الخاصة وتعمل على تحقيقه لضمان جودة المخرجات، والتالي نص الحوار:
دمج التكنولوجيا في التعليم
- بصفتك خبيراً في قطاع التعليم.. كيف ترى أهمية دمج التكنولوجيا في التعليم؟ وإلى أي مدى تؤثر في جودة المخرجات؟
-التكنولوجيا عنصر مهم في العملية التعليمية، ودمجها بات ضرورة ملحة لا تقبل النقاش، إذ أن دمج أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إدخال في الفصول الدراسية، يجعل التعليم أكثر تفاعلاً، ويعزز المشاركة الفعالة للطلاب أثناء الدراسة، كما أن الأدوات الذكية تسهم في تطوير قدرات المتعلمين وتعزز من تجربتهم التعليمية، ما يأخذنا إلى منتج تعليمي متميز على المدى الطويل.
- في رأيك ما هي الاحتياجات الأساسية للمدارس الخاصة، لتحقيق تنمية حقيقية تضمن جودة المخرجات؟
-المدارس الخاصة بطبيعتها تبحث عن تحقيق الربح، وهذا يعني أنها تركز على مسارات متنوعة لتقليص عملية الإنفاق، ولكن لتحقيق تنمية حقيقية وجودة في التعليم، يجب على هذه المدارس الاستثمار في التطوير المهني للمعلمين لمواكبة المتغيرات، ودمج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية، مثل الألواح الذكية والأدوات التعليمية المتطورة، لاسيما أن التقنيات تنمي مهارات الطلاب وتعزز قدراتهم على التنافسية العالمية، وتُمكنهم من اتجاهات الابتكار والتفكير النقدي.
الذكاء الاصطناعي و المشهد التعليمي
- هل ترى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تغير المشهد التعليمي؟
– بالتأكيد، الذكاء الاصطناعي يعد أفقًا مستقبليًا كبيراً، يؤثر بشكل كبير على طرق التدريس وأساليب الحياة في ميادين العلم، وهنا فإن المؤسسات التعليمية التي تعجز عن تتبنى التكنولوجيا في الوقت المناسب، قد تفقد أهميتها في مشهد التعليم ولم يصبح لها دوراً في المشهد التعليمي، لاسيما بعد التحول في وسائل الاتصال مع بداية القرن الواحد والعشرين، والدليل على ذلك أن الذكاء الاصطناعي أصبح لاعبا أساسياً في مختلف المجالات.
- كيف يمكن أن يعزز هذا الإدماج فعالية التدريس؟
– هيمنة أنظمة التدريس الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات كبيرة في الموارد البشرية والبنية التحتية، ومع ذلك، يجب النظر إلى الذكاء الاصطناعي كمكمل للتعليم التقليدي وليس بديلاً عنه.
ويمكن للمعلمين تعزيز فعالية التدريس وإدارة الوقت بأدوات الذكاء الاصطناعي، التي تساعد في تقديم شروحات دقيقة، مع تقليص عبء العمل، وتتيح للمعلمين إيجاد أنشطة مبتكرة تعزز التفكير النقدي لدى الطلاب.
ويجب على المعلم ضمان مصداقية وموثوقية أدوات الذكاء الاصطناعي عند استخدامها في إعداد التعليمات التربوية للطلاب.
تحديات العملية التعليمية
- كيف يؤثر الاستثمار في التكنولوجيا على التعليم؟ هل لدينا نماذج ناجحة؟
-تطوير الفصول الدراسية بأدوات التكنولوجيا المتطورة يعد مطلبًا أساسيًا، ويتطلب استثمارات مالية كبيرة لفتح المزيد من المدارس، وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً متميزاً، حيث تتبنى ثقافة التنوع وتحولت إلى مركز تعليمي شمولي في منطقة الخليج، مع توفر مرافق تعليمية عالمية المستوى، مما أدى إلى زيادة عدد الطلاب الدوليين في الجامعات الإماراتية، فضلا عن زيادة عدد المدارس وتنوع المناهج الدراسية.
- بوصفك خبيراً تربوياً، كيف ترى تحديات العملية التعليمية، لاسيما التي تخص القيادة المدرسية والمعلمين؟
-التحديات الرئيسية في العملية التعليمية تشمل عدة جوانب، منها إدراج الترخيص الموحد للقيادة والمعلمين كمتطلب إجباري من وزارة التربية والتعليم للتعيين، هذا النهج المركزي يقلص الفجوات بين الكوادر التي تعمل في مؤسسات تعليمية بمناهج أو أنظمة تعليمية مختلفة، مع الوضع في الاعتبار أهمية تحديد المهارات الأساسية لكل قائد أو معلم لأداء دور معين لتحقيق توحيد في أساليب وممارسات التدريس.
– والتحدي الرئيسي في القيادة المدرسية حاليًا يكمن في نقص الشهادات المهنية من جهات معترف بها، وهناك مشكلات نظامية مثل قلة برامج الدعم، وعدم كفاءة القيادة وقلة قدرتها على التكيف مع التغيير.، فضلا عن قلة الاستقلالية والابتكار، حيث إن الأغلبية تعمل في بيئات صارمة ولا تستطيع تطبيق إمكانياتها الحقيقية وأفكارها المبتكرة بشكل فعال، وهذا ينطبق بشكل خاص على فئة القيادة الوسطى، التي تُعد المحرك الرئيسي للتغيير وعمودًا فقريًا لأي منظمة.
– بالنسبة للمعلمين، هناك تحديات متنوعة تواجه المعلم أبرزها نقص دافعية الإدارات في الاحتفاظ بالكفاءات التعليمية، ما يعرقل استمرارية التعلم وبناء علاقات فعالة ومؤثرة بين المعلم والطالب، كما أن هناك مناطق مختلفة تعاني بشكل كبير من نقص المعلمين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، واحتياجات التعليم الخاص، واللغات الأجنبية.
زيادة عدد المدارس
- حدثنا عن الاستثمار في التعليم وكيف يمكننا زيادة عدد المدارس؟
-التعليم الحديث يتطلب استثمارات مالية كبيرة لإعداد الطلاب بالمهارات المطلوبة في بيئة تنافسية، هذه الاستثمارات يجب أن توجه إلى تطوير البنية التحتية واللوجستيات لخلق بيئة تعليمية مناسبة، وأيضاً إلى توظيف محترفين أكفاء لإدارة عمليات التغيير بفعالية.
- كيف تساهم الاستدامة المالية في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية؟
– الاستدامة المالية تعد عاملاً حيوياً لتحقيق التغييرات وضمان استمرار عملية التطوير، فالمدارس التي تُدار من قبل أفراد أو شركات يجب أن تسعى إلى تحقيق توازن بين تحقيق الأرباح والاستثمار في تحسين جودة التعليم، وهذا يتطلب تخطيطاً مالياً دقيقاً ومراقبة تأثير الاستثمارات على المدى القصير والطويل لضمان تحقيق نتائج مستدامة.
رواتب المعلمين في المدارس الخاصة
- هل لديكم تعقيب على رواتب المعلمين في المدارس الخاصة؟ وإلى أي مدى تلبي احتياجاتهم الحياتية؟
-أحد أكبر التحديات التي تواجه مهنة التعليم حول العالم هو ضعف الرواتب التي تقدمها معظم المدارس، والتي لا تلبي احتياجات المعلمين الحياتية، وعلى الرغم من ذلك في الإمارات، تقدم بعض المدارس حزم رواتب جيدة لمعلميها، مما ينعكس إيجابياً على نتائج التفتيش من ADEK، KHDA، وSPEA. ومع ذلك، تعاني العديد من المدارس من صعوبة في دفع رواتب مجزية لمعلميها، مما يؤدي إلى انخفاض الدافع، ارتفاع معدل الدوران الوظيفي، وانخفاض مستوى الرضا الوظيفي.