- جريمة شبرا تجسد تجارة الأعضاء في أبشع صورها
- أسعار متفاوتة بالملايين يحكمها سوق العرض والطلب
- الانترنت المظلم.. أسواق غير مشروعة تهدد المجتمعات
- تداعيات سلبية على الحياة الاجتماعية والثقافية بمصر
- الويب المظلم.. أخطر المجرمين خلف شاشة الحاسوب
متابعة- محمد عاطف
يعيش الشارع المصري صدمة حقيقية منذ الشهر الماضي بسبب جريمة بشعة هزت أركان المجتمع، والمعروفة إعلاميًا بـ “جريمة طفل شبرا“، إذ اكتشف أهالي منطقة عزبة عثمان بحي شبرا الخيمة شمال محافظة القاهرة جثة الطفل أحمد محمد سعد الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، مقتولاً ومنزوع الأحشاء داخل إحدى الشقق المهجورة.
تعود أحداث جريمة طفل شبرا بين الكويت ومصر، حيث كشفت تحقيقات السلطات الأمنية في مصر أن الهدف من الجريمة كان سرقة أعضاؤه ونشرها عبر الإنترنت مقابل مبالغ مالية كبيرة، فقد تم استدراج الطفل من قبل شخص كان يتواصل مع مقيم مصري في دولة الكويت، حيث طُلب منه إزهاق روح الطفل تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية مقابل 5 ملايين جنيه مصري.
تركت القضية تداعيات سلبية على الحياة الاجتماعية والثقافية في مصر، حيث أثرت على ثقة الناس ببعضهم البعض والشعور بالأمان فقد كشفت جريمة قتل الطفل في شبرا الخيمة عن الجانب المظلم من الإنترنت، وكيف يمكن للجرائم المرتكبة عبر الإنترنت التأثير على الأبرياء والمجتمع بشكل عام.
” الميدان نيوز ” تستعرض ملخص عن مخاطر “الانترنت المظلم” الذي يلعب دور البطولة في أبشع الجرائم في القرن الـ21، عصر التقدم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
مواقع وتطبيقات غير مفهرسة ومحرك بحث خاص
الدارك ويب هو جزء من الإنترنت يحتوي على مواقع وتطبيقات غير مفهرسة من قبل محركات البحث التقليدية ولا يمكن الوصول إليها عبر المتصفحات العادية. ولكن يتم الوصول إليه عبر متصفحات خاصة تستخدم تقنيات التشفير للحفاظ على الهوية والخصوصية. يُستخدم “الدارك ويب” لأغراض مختلفة، بما في ذلك التجارة غير المشروعة، وتبادل المعلومات السرية، وتبادل المحتوى غير القانوني، تترتب على استخدام “الدارك ويب” مخاطر عديدة، منها الاحتيال، والاختراق الإلكتروني، وانتهاكات الخصوصية.
الويب المظلم لا يمكن الوصول إليه بسهولة كما هو الحال مع الويب العادي، وهذا يعود جزئيًا إلى عدم فهرسة صفحاته من قبل محركات البحث التقليدية. يمكن استخدام متصفح Tor للوصول إلى “الدارك ويب”، وهو متصفح يقدم الخصوصية والتشفير لمستخدميه، مما يجعل من الصعب تتبع هويتهم أو نشاطهم عبر الإنترنت ،وبالفعل، يستخدم البعض هذا النوع من الإنترنت لأغراض غير قانونية ومشبوهة، ولكن يجب أن نفهم أن الخصوصية وحماية البيانات الشخصية كانت الهدف الأساسي من إنشاء الويب المظلم، وليس الترويج للجرائم أو الأنشطة غير القانونية.
أسواق ومنتديات غير مشروعة تتنافى مع القانون
“الدارك ويب”بمثابة مكان آمن لتصفح المجهول، ومكان مثالي للوصول إلى المعلومات دون الاضطرار على دفع المزيد من النفقات المالية، وإيجاد المقالات والأبحاث التي يصعب العثور عليها بشكل مجاني، كما ويمكن الوصول إلى المنتديات المجانية ومواقع التواصل حديثة الإنشاء.
فبعض المستخدمين الذين يعيشون في دول تخضع لرقابة صارمة على الإنترنت، فقد يكون الإنترنت المظلم هو المكان الوحيد الآمن للوصول إلى المعلومات والتواصل مع الآخرين.
ولكن هناك جانب مظلم وخطير للإنترنت المظلم أيضاً. فهناك العديد من الأسواق والمنتديات غير المنظمة التي تقودك لتلبية جميع الأنشطة غير المشروعة وغير القانونية.
هناك العديد من الأمثلة على الجوانب المظلمة “للدارك ويب” والاستخدامات السلبية التي يتم تبادلها على هذه الشبكة، ومن بين هذه الاستخدامات:
التزوير وبيع الأسلحة والمخدرات والمواد الممنوعة وبطاقات الائتمان وسرقة الهوية والمعلومات الشخصية والحسابات الخاصة والبرامج الضارة والفيروسات والتزوير والقرصنة.
يستخدم المجرمون الويب المظلم من أجل تداول المعلومات وبيعها واستغلال حقوق الملكية الفكرية ،الأسوأ من ذلك، أن هناك بعض المواقع التي لها صلة بعمليات خطيرة مثل جرائم القتل وتجارة المخدرات والدعارة والجنس وجرائم الاغتصاب ،تتم عملية شراء هذه المواد عادة باستخدام العملة المشفرة.
عادل عبد المنعم: ثغرات الأنظمة الدولية تٌباع بالمليارات في ظلام الانترنت
يقول الدكتور عادل عبد المنعم، خبير تكنولوجيا المعلومات :” تعريف “الدارك ويب” على شبكة الإنترنت، والذي ثبت تورطه في قضية مقتل طفل شبرا، موضحا أن هناك، ” دارك ويب “، ” وديب ويب ” ، وهما يمثلان نحو 90% من الإنترنت ، بالأضافة إلى أن “الدارك ويب” به كل الموبقات التي تفوق الخيال، كالسادية والتعذيب وجنس الأطفال وتجارة السلاح وتجارة الأعضاء وتمويل الإرهاب.
وأوضح أن “الدارك ويب” له متصفح خاص، وليس المتصفحات المعروفة، منوها بأن الثغرات المكتشفة في الأنظمة الدولية يتم بيعها على هذه المواقع بالمليارات، وكذلك البيانات الشخصية، مضيفا أن البتكوين بيئة خصبة جدا للمتعاملين في هذا الأمر، ومثل هذه الوقائع تعد خارج السيطرة ،ولفت إلى أن معظم الدول العربية متصفحات “الدارك ويب” لا تعمل بها، وفي صعوبة في الوصول إلى مثل هذه المتصفحات، مضيفا: “الولايات المتحدة الأمريكية استمرت 3 سنوات حتى تتوصل “للدارك ويب“.
سارة محمد: اختلاف تشريعات التعامل مع الانترنت المظلم بين البلدان
تقول المحامية سارة محمد علي :” إن استخدام “الدارك ويب” يتعارض في كثير من الأحيان مع القوانين، حيث أن الأنشطة على الدارك ويب غير قانونية وتعتبر جرائم في بعض الحالات، على سبيل المثال، شراء أو بيع المواد المحظورة، مثل المخدرات أو الأسلحة، قد يكون مخالفًا للقانون.
وأضافت أن بعض الأنشطة على “الدارك ويب”، مثل القرصنة الإلكترونية أو التجسس، يعتبران جرائم في معظم القوانين، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك عقوبات قانونية لمجرد تصفح “الدارك ويب” إذا كانت النية وراء ذلك مشاركة في أنشطة غير قانونية”.
وأفادت بأن تصفح “الدارك ويب” في حد ذاته ليس عملاً غير قانوني، ولكن الأنشطة التي قد تجرى على “الدارك ويب” قد تكون غير قانونية في كثير من الحالات، مثل شراء المواد المحظورة أو المشاركة في أنشطة إجرامية. تختلف التشريعات من بلد إلى آخر، وقد يكون القانون يعاقب على بعض الأنشطة التي تتم على “الدارك ويب” بعقوبات قد تصل إلى السجن أو الغرامات المالية. لذا، من الضروري التحقق من القوانين المحلية لفهم ما إذا كانت أنشطتك على الدارك ويب قانونية أم لا.