تقرير – محمد عاطف
تباينت آراء ونتائج دراسات وتقارير حديثة، حول معدلات استخدام الدول العربية للإنترنت بمختلف منصاته وتطبيقاته، وكيفية التعامل معها بين الصغار والكبار، ولكن كشفت احصائيات حديثة عن أن معدلات استخدام الأنترنت في الدول العربية تتجاوز المتوسط العالمي، حيث وصلت إلى نسبة 67 في المائة في نهاية عام 2023 وفقا لبيانات موقع ” Statista “.
ووفقا لبيانات البنك الدولي، تختلف معدلات استخدام الإنترنت بين الدول العربية بشكل كبير، إذ بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الإمارات خلال عام2023 نحو 9.38 مليون فرد، بنسبة 99% لمستخدمي الإنترنت مقابل عدد السكان، وفي قطر تصل إلى 97% بينما في اليمن تصل إلى 35 في المائة
وبلغت سرعة تحميل الإنترنت في الهواتف الذكية في الإمارات 161.15 (ميجا بايت/ثانية) بنسبة زيادة سنوية في السرعة 2.3%، بينما بلغت سرعة الإنترنت الثابت 207.41 (ميجا بايت/ثانية) بنسبة زيادة سنوية 80.1%، وذلك وفقاً لتقرير نشرته الحكومة الرقمية لدولة الإمارات.
وبحسب التقارير والدراسات، يتمتع بعض مستخدمي الإنترنت في البلاد العربية بمستويات متقدمة من المهارات الرقمية، مثل برمجة المواقع الإلكترونية والتسويق الرقمي والتعلم عن بعد، فيما تستخدم شريحة كبيرة الإنترنت للمهام الاعتيادية مثل التواصل وتصفح الويب .
العالم العربي ينقسم إلى نوعين
ووفقا للتقارير، ينقسم العالم العربي إلى نوعين من حيث استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها، إذ أن هناك من يتعامل معها بشكل باحترافية وسلوك إيجابي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتواصل في سياق العمل أو الأعمال وأيضا نشر المعلومة الصحيحة واحترام الخصوصية والتعبير عن رأيه بحرية واحترام دون المساس أو الإساءة لغيره، فضلا عن تجنب السلوكيات السلبية أو التنمر الإلكتروني.
أما النوع الأخر الذي يسئ الاستخدام في نشر الإشاعات المغرضة والعدائية التي تثير الجدل وتساهم في إحداث الفوضى ونشر الكراهية، وإهدار الوقت والطاقة في متابعة المحتوى غير المفيد على حساب الأداء العملي أو التعليمي، فضلا عن الاعتماد على مصادر غير موثوقة في نشر المعلومات دون التحقق من صحتها، مما يساهم في نشر الأخبار الزائفة.
دور محوري للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وتقول دراسات دولية أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤدي دورًا هامًا في تحديد معدلات استخدام الانترنت، إذ أن هناك بعض الدول العربية الغنية ذات الأجور المرتفعة تبحث دائمًا عن الانترنت بمعدلات أعلى.
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي يشابه استخدامها في أماكن أخرى حول العالم، ولكن قد تكون هناك بعض الاختلافات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع هذه المنصات وحسب ايضًا اهتماماتهم واحتياجاتهم الشخصية والمهنية.
أنماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
تختلف أنماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين كبار السن والشباب، لأسباب تتعلق بالعوامل العمرية، والاختلافات الثقافية، والتفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا، بحسب موقع ” Hootsuite ” المختص في تحليل وتسويق وسائل التواصل الاجتماعي يميل كبار السن من 55 عامًا فأكثر إلى استخدام منصات مثل فيسبوك بشكل أساسي بنسبة 62 في المائة ،للتواصل مع العائلة والأصدقاء ،والانضمام إلى مجموعات اهتماماتهم ، فضلا عن تطبيق الواتساب للتواصل الخاص ومجموعات الدردشة بشكًل كبير وخاصة مع أفراد العائلة بنسبة تصل الى 82 في المائة .
أما منصة يوتيوب فهي شائعة بين كبار السن لمشاهدة الأخبار، والبرامج الدينية بنسبة 76 في المائة ،بينما يستخدم تويتر بشكل محدود بنسبة لا تزيد عن 15 في المائة وغالبًا لمتابعة الأخبار والتعليقات الاجتماعية، ويعد استخدام لينكدن قليلًا بشكًل كبير ويقتصر فقط على أولئك الذين ما زالوا على رأس أعملهم بنسبة 5 في المائة.
مجموعة منصات متنوعة
أما الشباب من سن ” 18 – 34 عامًا ” يميلون إلى استخدام مجموعة متنوعة من المنصات، على رأسها منصة” إنستغرام ” حيث يتم استخدامه لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو والقصص بنسبة 77 في المائة، مع التركيز على المحتوى المرئي.
يعد تطبيق “التيك توك” أكثر المنصات نمواً والأسرع في نشر مقاطع الفيديو القصيرة التي يستخدمها الشباب، والمعروفة باتجاهاتها وتحدياتها ومحتواها الإبداعي، وكذلك تطبيق (سناب شات) الذي بات شائعًا لتبادل الرسائل المؤقتة والصور ومقاطع الفيديو المختفية، بينما يستخدم (ويتش) بشكل أساسي للبث المباشر لألعاب الفيديو، والرياضات الإلكترونية، والمحتوى الإبداعي.