تقرير: محمد عاطف
«الفهود، الإمبراطور، برازيل الإمارات، شمس البطولات»، ألقاب يتغنى بها عشاق نادي الوصل صاحب الإنجازات العريقة في تاريخ كرة القدم الإمارتية والذي منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2010، لقب نادي القرن في الإمارات للقرن العشرين وفقا لإنجازاته التي أهلته لهذا اللقب الرفيع.
الوصل الذي حصد 7 ألقاباً للدوري ولقبين لكأس رئيس الدولة، يعد الفريق الوحيد الذي توج بدوري من 16 فريقاً في 11 موسم متتالي ما بين أول وثاني، فهو الفريق الوحيد الذي لم يغيب عن بطولة الدوري منذ إنشائها حتى الأن، إذ يعتبره المهتمين بقطاع الرياضة العميد الحقيقي للكرة الإماراتية.
يواصل فريق الوصل تألقه هذا الموسم حيث مازال يتربع على صدارة ترتيب دوري ” أدنوك “للمحترفين، بعد أن سحق فريق عجمان بأربعة أهداف مقابل هدف في الجولة 18 عشر، ليسير بثقة وثبات نحو تحقيق لقب الدوري للمرة الثامنة في تاريخيه والغائب عن جدران ” الإمبراطور ” منذ عام 2007.
من زعبيل إلى القمة
في عام 1960 وخلال تجمع عدداً من الشباب في منزل المغفور له بخيت سالم جاءت فكرة تأسيس نادي الوصل ومن هذه الغرفة اتفق المجتمعون على إنشاء نادٍ رياضي تحت مسمى الزمالك لممارسة هوايتهم الرياضية، بدأت الحكاية إلى استئجار منزل من غرفتين وبعد فترة من الإقبال الشديد في عدد الأعضاء تم فرض عشر دارهم على كل عضو لدعم ميزانية النادي الوليد.
شيكابالا: فريق بطولات وشعبيته كبيرة
يقول كابتن فريق الزمالك المصري محمود عبد الرازق شيكابالا ولاعب نادي الوصل السابق في تصريح له عن تجربته مع “الإمبراطور” في عام 2012: ” لم أشعر بالغربة يوماً ما عندما كنت لاعبا في الوصل فهو فريق بطولات ويملك سمعة كبيرة إضافة إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها حيث إنه النادي الأكثر شعبية في الإمارات ولديه ارتباط تاريخي بنادي الزمالك المصري بالإضافة أن الوصل يلعب كرة قدم جميلة، واستطاعت أن التأقلم مع أسلوب لعب الفريق سريعاً “.
واجه نادي الوصل تحديات كبيرة في بداياته، حيث كان يعتمد على ملعب صغير وموارد محدودة، لكن عزيمة الشباب وإصرارهم على تحقيق النجاح تغلّبا على كل العقبات، حتى جاء عام 1966 وحقق فريق الكرة أول ألقابه الكروية بحصوله على كأس شركة ” كندا دراي ” ليبدأ الفريق بعدها يعزز مكانته على الساحة الرياضية الإماراتية.
ولادة الوصل الجديد من رحم الزمالك والعروبة والشعلة
جاء عام 1974 ليشهد حدثاً هام وتاريخي حيث اندمج الزمالك وقتها مع ناديي الشعلة والعروبة ليشكل معاً نادي الوصل الجديد وكان هذا القرار ثمرة جهود كبيرة بذلتها إدارات الأندية الثلاثة، إيماناً منها بأهمية توحيد القوى وتضافر الجهود من أجل تحقيق إنجازات رياضية أكبر على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وبعد إتمام عملية الاندماج، بدأ الوصل الجديد رحلته نحو القمة مدعوماً بجماهير عريضة من محبي الأندية الثلاث وقد تم اختيار اسم “الوصل” كرمز لتوحيد القوى وتضافر الجهود ليكون هذا النادي الجديد بمثابة وِصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل .
فهد خميس أسطورة الوصل وهدافة التاريخي
لا تزال قصة فهد خميس تلهم عشاق وجماهير نادي الوصل فقد كان هداف الفريق التاريخي منذ التحاقه بالنادي عام 1981 حيث شارك مع الوصل في 230 مباراة حتى اعتزاله عام 1997 استطاع خلالها الفتى الأسمر في حصول ” الإمبراطور ” 6 ألقاب في الدوري الإماراتي، ولقب كأس رئيس الدولة الإماراتي، ولقب كأس السوبر الإماراتي وبات هداف الوصل التاريخي بـ 175 هدفا.
يعد هدف فهد خميس التاريخي في مرمى النصر عام 1988، هدفاً تاريخياً في نهائي كأس رئيس الدولة بمثابة تتويج لمسيرة فهد خميس الحافلة بالإنجازات مع نادي الوصل جاء الهدف في الوقت الإضافي للمباراة، بعد أن تعادل الفريقان 1-1 في الوقت الأصلي بعد أن تسلم خميس الكرة على مشارف منطقة الجزاء، وتوغل بها وسط مدافعي النصر، قبل أن يسددها ببراعة في مرمى حارس النصر لينفجر جمهور الوصل فرحاً بعد هذا الهدف والذي منح الفريق لقب كأس رئيس الدولة للمرة الأولى في تاريخه.
الوصل يعزز صفوفه بالأسطورة مارادونا
في مايو 2011، اهتز عالم كرة القدم بخبر توقيع نادي الوصل الإماراتي مع الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا لتدريب الفريق وكان هذا القرار مفاجئاً للجميع، خاصةً وأن مارادونا لم يكن قد درب أي فريق منذ عام 2010 بعد إقالته من تدريب منتخب الأرجنتين عقب الخروج من دور ثمن النهائي في كأس العالم عام 2010 على يد منتخب المانيا، وبرغم من ذلك فقد أثار قدوم مارادونا إلى دبي ضجة إعلامية كبيرة، وزاد من شعبية نادي الوصل وجذب انتباه الجماهير من جميع أنحاء العالمي.
تجربة مارادونا في قيادة فريق الوصل لم تكن موفقة بشكل كبير فبعد موسماً واحداً قررت إدارة الوصل في يوليو 2012، فسخ عقد مارادونا مع نادي الوصل بالتراضي، فلم يحقق مارادونا أي إنجازات تُذكر مع الوصل، حيث احتل الفريق المركز السادس في دوري الخليج العربي وصل الوصل إلى نصف نهائي كأس رئيس الدولة، لكنه خسر أمام العين في المباراة النهائية.
تغييرات إدارية واستقرار
مر نادي الوصل بفترة من التراجع منذ عام 2007، حيث لم يحقق أي لقب في الدوري الإماراتي، وبات بعيداً عن المنافسة على الألقاب المحلية والقارية بسبب عدم استقرار الإداري حيث شهد إمبراطور الكرة الإماراتية، العديد من التغييرات الإدارية خلال السنوات الماضية، مما أثر على استقرار الفريق ، بالإضافة إلى عدم قدرته في المنافسة على الألقاب، إلا أن العامين الماضيين وبعد إعادة هيكلة المنظومة الإدارية استطاع النادي في ووضع خططٍ واضحة لتحسين مستوي الفريق بالإضافة الى التعاقد مع لاعبين مميزين قادرين على تحقيق الألقاب والإنجازات مرة اخري .