- تنبؤاتها تستند إلى تفسيرات ذاتية وتحليلات غير علمي
- تباين في اراء رواد منصات التواصل حول حقيقية تقاويلها
- ضعف الثقافة يجعل الأفراد أكثر عُرضة لتصديق الخرافات
- الحظ يلعب دورا كبيرا في تنبؤات ليلى التي تتحقق
- تنبؤاتها أصبحت أداة لجذب الجماهير عبر منصات التواصل
تقرير- محمد عاطف
يقول الله تعالي : “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ” (سورة النمل 65) ، وهذا يعني أن الله وحده يعلم الغيب كله، وليس لأحد غيره أن يعلم الغيب، سبحانه وتعالى، فعلم الغيب يعتبر من صفات الله الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد من المخلوقات، سواء كانوا منجمين أو سحرة أو غيرهم ، ومن المهم فهم أن التنبؤ ببعض الأحداث بناءً على دراسة وتحليل الأحداث السابقة لا يعني أن الشخص يعلم الغيب، فالتنبؤات العلمية تعتمد على القراءة المنطقية للواقع والأدلة المتاحة، وليس على معرفة الأمور الغيبية التي لا يمكن لأحد معرفتها إلا بإرادة الله.
في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتباين آراء الخبراء، ورواد المنصات، أصبحت التنبؤات بالأحداث المستقبلية مصدر اهتمام واسع النطاق وخاصة في عالمنا العربي، أحيانا قد تتحقق بعض التوقعات، تخطئ الأخرى أحيانًا، ما يجعل هذا المجال محط جدل مستمر، تبرز في هذا السياق شخصيات مثل ” ليلي عبد اللطيف “، التي تزعم قدرتها على التنبؤ بالأحداث بدقة ، فما أن يقع حدثٌ هامٌ ، مثل وفاة شخصية مشهورة أو اندلاع معركة عسكرية، يثير فضول البعض لمعرفة ما إذا كانت هناك تنبؤات سابقة بتلك الأحداث من قبل ” ليلي عبد اللطيف “، مما يفتح باب الجدل ويترك الجمهور في حالة من الحيرة.
في الأيام الأخيرة شهدنا وفاة الفنان المصري الكبير ” صلاح السعدني “ وايصُا تغيرات جوية غير مسبوقة في بعض “دول الخليج “ العربي، بالإضافة إلي أعلان ” كيت ميدلتون “ أميرة ويلز وزوجة وريث العرش البريطاني الأمير ويليام، تشخيصها بمرض السرطان، فقد تنبأت ليلي عبد اللطيف بكل هذه الأحداث مسبقاً، الآمر الذي يدفعنا للبحث والتحليل لفهم طبيعة هذه الظاهرة بشكل أعمق وأفضل، مع الإشارة إلى عدم وجود دليل علمي يثبت صحة التنبؤات بالغيب والتوقعات الفلكية .
في هذا التقرير يطرح «الميدان نيوز» سؤالًا : هل ليلى عبد اللطيف ظاهرة إجتماعية جديدة أما حقيقة زائفة؟ ولماذا تتحقق تنبؤاتها؟
الحقيقة لا توجد إجابة علمية قاطعة على هذا السؤال فكما هو الحال مع أي منجم أو عراف، تعتمد تنبؤات ليلى عبد اللطيف على تفسيرات ذاتية وتحليلات غير علمي ولا تستند إلى أدلة ملموسة أو حقائق مثبتة ومع ذلك،هناك بعض العوامل التي قد تُساهم في تحقق بعض تنبؤاتها و تشمل:
الغموض والتأويل
تقدم تنبؤاتها بشكل غامض ومتأوّل، مما يتيح للأفراد تفسيرها بأكثر من طريقة وربطها بأحداث واقعية حتى لو كانت غير متصلة بالواقع بالفعل. يميل بعض الناس إلى تصديق المعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم وتجاهل تلك التي تخالفها، وبالتالي، عندما تتحقق بعض تنبؤاتها، يركزون على هذه التنبؤات ويتجاهلون تلك التي لم تتحقق.
التنبؤات العامة:
الحظ:
في بعض الأحيان، قد تتحقق تنبؤات ليلى عبد اللطيف ببساطةٍ بسبب الحظ ، فمن الممكن أن تتنبأ بحدثٍ ماو يحدث ذلك بالصدفة فإذا تنبأت بحدوث كارثةٍ طبيعيةٍ فقد يُصبح الناس أكثر قلقًا و يتخذون خطواتٍ لتجنبها مما قد يُقلل من حدوث الكارثة أو يغير مسارها .
الاستغلال التجاري:
تستغل بعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة تنبؤات ليلى عبد اللطيف لجذب الانتباه و تحقيق أرباحٍ تجارية، مما يُساهم في انتشارها و ترسيخها في أذهان الناس.
ضعف الثقافة العلمية:
ضعف الثقافة العلمية في بعض المجتمعات العربية يجعل الأفراد أكثر عُرضة لتصديق الخرافات والأفكار الخاطئة، ويجعلهم يقبلون بسهولة على توقعات شخصيات مثل ليلي عبد اللطيف دون تقييم نقدي. من المهم التأكيد على أن هذه المسائل تتطلب تفسيرات وتحليلات دقيقة وعلمية.
يعتمد أغلبية المنجمين على أداء اختبارات الشخصية المستندة إلى علم التنجيم بتنبؤات ذات صلة بمستقبل الشخص او العالم أولئك الذين ما زالوا يثقون في علم التنجيم وقد وصفوا بأنهم يفعلون ذلك على الرغم من حقيقة أنه لا يوجد أساس علمي تم التحقق منه لمعتقداتهم .
نشرت المجلة البريطانية لعلم النفس ” British Journal of Psychology ” ، مقالًا بعنوان “دور التفكير السحري في التنبؤ بالمستقبل” استعرض المقال دور التفكير السحري في تقدير الأحداث الصدفية المستقبلية، حيث أظهرت دراسة خمس تجارب أن الأفراد يميلون إلى التوقع بحدوث أحداث إيجابية أكثر من السلبية لشخص يُفترض أنه اشترى منتجًا مرتبطًا بشخص ذو أخلاق عالية، بينما لم يُلاحظ أي فرق في تقدير الأحداث الإيجابية والسلبية عند افتراض شخص غير أخلاقي للغاية. تشير النتائج إلى أن هذا التأثير لا يعتمد على معتقدات العدالة للمشاركين أو التوجيهات السابقة، وأن الحاجة المهددة للسيطرة تدفع الأفراد للجزم بالتفكير السحري في التنبؤ بالمستقبل .