- 9 مسارات لتنقية المحتوى وتحقيق الإعتدال في الطرح والعرض
- معلومات مضللة وأخرى مفبركة تضع «المؤثرين» في قفص الاتهام
- سلوكيات مرفوضة تثير غضب المتابعين وتستمر معها التحفظات
- سلوكيات تروج لثقافات غير صحية أخلاقيات تتنافى مع المجتمع
تحقيق- إسراء جاد
في عصر باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، أصبح للمؤثرين قوة هائلة في تشكيل الرأي العام والتأثير على سلوكيات الأفراد في مختلف المجتمعات.
ومع تزايد أعداد المتابعين وزيادة التفاعل، يظهر جانب مظلم لهذا التأثير يتمثل في سلوكيات سلبية قد تروج لثقافات غير صحية أو غير أخلاقية، ما أثار غضب شريحة كبيرة من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي.
وقالوا لـ «الميدان نيوز»: كيف يمكن مواجهة هذه السلوكيات السلبية؟ ومتى يجب أن تتحمل المنصات الإلكترونية مسؤولية أكبر في تنظيم المحتوى، وهل الأمر يتطلب وعياً مجتمعياً أكبر للتصدي لهذه الظاهرة؟
وأجمعت الآراء على أهمية إيجاد وسائل لمواجهة تلك السلوكيات لبعض المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، بنهج شامل يجمع بين التوعية، التحليل النقدي، والرقابة.
متابعون: الترويج لمعايير جمالية غير واقعية
وأفادت مجموعة من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي ضمت محي إبراهيم، وغادة مراد، وسماء علي، وسهام منير، ومحمد عبد الوهاب، بأن هناك العديد من السلوكيات السلبية التي قد يظهرها المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها الترويج لمعايير جمالية غير واقعية.
وأكدوا أن بعض المؤثرين يقومون بالترويج لمعايير جمالية غير واقعية، سواء من خلال عمليات التجميل أو استخدام الفلاتر والتعديلات الرقمية، مما يؤدي إلى شعور المتابعين بعدم الرضا عن مظهرهم الشخصي ويعزز مشاعر القلق والاكتئاب.
نشر أخبار كاذبة أو معلومات مضللة
وقالوا إن بعض المؤثرين يتورط في نشر أخبار كاذبة أو معلومات مضللة تتعلق بالصحة، التغذية، أو الأخبار العامة دون التحقق من صحتها، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الرأي العام وصحة المجتمع.
وأوضحوا أن بعض المؤثرين يروجون لمنتجات تجميلية أو صحية غير آمنة أو غير مرخصة، مما قد يضر بصحة وسلامة المتابعين الذين يثقون في توصياتهم، وهناك العديد من المؤثرين الذين يشجعون على شراء واقتناء المنتجات باستمرار، مما يعزز ثقافة الاستهلاك المفرط ويساهم في خلق ضغوط مالية واجتماعية على المتابعين.
استغلال القضايا الاجتماعية الحساسة
وفي مداخلة لهم، أكد كل من مها محمد، وعلاء خلفان، وخليفة عبد الله، وسها حمدان، أن بعض المؤثرين يلجؤون إلى استخدام منصاتهم لنشر خطابات الكراهية أو التمييز العنصري أو الديني، مما يعزز الانقسامات الاجتماعية ويؤجج الصراعات.
وأضافوا أن بعض المؤثرين يستغلون القضايا الاجتماعية الحساسة مثل حقوق الإنسان أو البيئة لتحقيق الشهرة وجذب الانتباه، دون إظهار التزام حقيقي أو فهم عميق لهذه القضايا.
سلوكيات غير أخلاقية أو خطرة
وأوضحوا أن بعض المؤثرين يُظهرون سلوكيات غير أخلاقية أو خطرة، مثل تناول المخدرات أو القيادة بسرعة مفرطة، مما قد يؤثر سلباً على المتابعين الشباب ويشجعهم على تقليد هذه السلوكيات.
وأفادوا بأن هذه السلوكيات السلبية التي يقوم بها بعض المؤثرين، تتطلب وعياً مجتمعياً وإجراءات تنظيمية من منصات التواصل الاجتماعي لمواجهتها والحد من تأثيراتها الضارة.
إجراءات تنظيمية وتوعوية للحد من الظاهرة
في مقترحاته رصد مدير مركز التعليم المستمر والتطوير بالجامعة القاسمية الدكتور عطا عبد الرحيم 9 مقترحات تشكل إجراءات تنظيمية وتوعوية للحد من تأثير المحتوى المبتذل على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال إن أهم المقترحات تتمثل في التوعية والتثقيف، لزيادة الوعي بين الأفراد، خاصة الشباب، حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى الضار .
تعليم مهارات التفكير النقدي
وأكد ضرورة تعليم مهارات التفكير النقدي لمساعدة الأفراد في تحليل وتقييم المحتوى والمعلومات المقدمة من المؤثرين ، فضلا عن تعزيز القيم الأخلاقية، وتشجيع المؤثرين على تقديم محتوى إيجابي وبناء، يتماشى مع القيم الاجتماعية، عبر التفاعل معهم وتشجيعهم على الاستمرار في نشر المحتوى المفيد.
وأشار إلى أهمية تقديم نماذج إيجابية للمجتمع عن كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح ومثمر، فضلا عن أهمية فرض قوانين وتنظيمات صارمة على المحتوى المقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضمان عدم نشر محتوى ضار أو مضلل.
تطوير الأدوات لرصد وإزالة المحتوى الضار
وأوضح أهمية تشجيع منصات التواصل الاجتماعي على تطوير أدوات لرصد وإزالة المحتوى الضار بسرعة، فضلا عن التفاعل المجتمعي، وتعزيز الحوار المفتوح بين مختلف أطياف المجتمع حول تأثير المؤثرين والسلوكيات السلبية لتبادل الآراء والخبرات .
ولفت إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية والاجتماعية في تقديم برامج توعية حول الاستخدام الآمن والفعال لوسائل التواصل الاجتماعي.